كتب · بعثرات عن ريمة

لماذا تقِل حصيلتي القرائية للكُتب عاماً بعد عام؟

مقياس القراءة بالنسبة لي لا يُحدده عدد الكتب، بل نظرتي إلى النمط الذي اخترته على مدار العام؛ كأن أنظر إلى حصيلتي من كتب العام الفائت أو الذي قبله لأرى ذائقتي كيف اختلفت وأحدد رأيي بمحتوى الكتاب ومدى استفادتي منه.

ولكن مؤخراً عند تأملي للحظات اكتشفتُ أمراً جديداً وهو أنني عندما أكتب حصيلتي من الكتب للعام يكون عدد الكتب أقل من حصيلة العام الذي سبقه.

فمثلاً:-

بـ 2020 (وهي بدايتي في القراءة) قرأتُ 53 كتاب.

وبـ 2021 قرأتُ 35 كتاب.

وأما عن 2022 فقرأتُ 26 كتاب.

تقِلُّ حصيلتي بحوالي 10 كتب تقريباً.. وللآن حتى وصولي إلى منتصف العام -تقريباً²- حصيلتي القرائية للكُتب هي 6 كتب؛ أي بمعدل كتاب وربع بكل شهر منذ يناير حتى مايو!

قررتُ التفصيص بكل الأسباب التي أثرت بمُعدَّل القراءة خاصتي من باب التجريد المعرفي للتعرُّف أكثر على مجريات حياتي بآخر ثلاث أعوام.

لازلتُ أذكر تفاصيل أول دزينة كُتب اشتريتها بدافع الفضول والحماس.. فاخترتُ مجموعة متنوعة من الأصناف تغلبها الروايات، كانت بأول 2020 قبل الجائحة بشهر أو اثنين، ودفعتُ 125 دينار على حوالي 7 أو 8 كتب؛ أي صرفتُ أغلب ثروتي بزيارة واحدة للمكتبة.

قرأتها كلها كأول حصيلة لي بمنتصف العام؛ أي بعد 6 أشهر من شرائها، وبعدها زِدتُ دُفعة أخرى من الكُتب وأيضاً أنهيتها.. لم أقصِّر مع الكُتب الإلكترونية التي شدَّت عناوينها انتباهي وكذلك الترشيحات التي قرأتها لتملأني حماسة وفضول للقراءة؛ فما وجدته واستطعتُ شرائه اشتريته، ومَا صعُب علي الحصول عليه قمتُ بتنزيله بكبسة زر من الإنترنت.

انتهى العام وكانت حصيلتي به 53 كتاب من مُختلف التصنيفات، تنمية ذاتية، روايات، نقد وغيره.. ولم يساعدني بقراءة هذا العدد إلاَّ تفرغي وعدم وجود أي ملهيات أو أشغال سواء دراسية أو غيرها.

بيناير 2021 اكتشفتُ أن القراءة هي الشيء الذي أُحب فعله ولن أودّ في يوم تركه.. عند النظر لأول شهرين كان مُجمل عدد الكتب التي قرأتها هو 24 كتاب (6 بيناير و18 بفبراير)..

بمنتصف فبراير دخلتُ بتحدٍ مع نفسي بقراءة كتاب كامل كل يوم؛ فكانت تدور اختياراتي على الكُتب والروايات القصيرة. لم يكن الأمر صعباً بحكم تفرغي الكامل.

وذكِرتُ هذا التحدي والكتب التي قرأتها بتدوينة:- حصيلة فبراير بين الأفلام والكثير من الكتب ⁦♡

وهذه تدوينة يناير 2021 وبها أيضاً الكتب:- حصيلة يناير البارد بين الإنجازات ونفحات السعادة ⁦♡⁩

وفي مارس بعد بدء العام الدراسي الرسمي -المتأخر- هبطَ مُعدل قرائتي بشكل تدريجي.. وهو الأمر المُتوقع جداً.

انتهى العام بـ35 كتاب.. يغلب عليها الروايات القصيرة، القليل من كتب التنمية، ومُجلد تشيخوف الأول لمجموعة قصصه القصيرة.

انشغالي بالدراسة التي أخذت وقتي من مارس حتى أكتوبر، الذهاب اليومي للثانوية، التقويات بالمساء حتى الليل إلى الدراسة الليلية.. أسباباً منطقية جداً لعدم قدرتي على القراءة بشكل مُكثف.

بالعام الماضي؛ كانت سنتي الجامعية الأولى.. ومع الضغط اليومي الكبير وشبه انعدام فراغ، كنت أحاول باستماتة تفريغ وقت للقراءة؛ ف بدأتُ بنظام «قليل يُدرك خير من كثير يُترك» والجدير بالذِّكر أنني بدأتُ به بعفوية وليس تطبيقاً حازماً مني على نفسي.

أفضى العام بـ26 كتاباً تقريباً.. أغلبها قرأتها برمضان وكذلك بشهر أكتوبر الذي أخذتُ به عُزلتي عن وسائل التواصل الاجتماعي وابتعدتُ عن هاتفي لأركز على صحتي النفسية.

بإمكانك قراءة التدوينة من هنا:- أسبوعان من العزلة:).

أغلبها روايات.. اكتشفتُ ابتعادي التدريجي عن كُتب التنمية، ولربما هذا أفضل ويتناسب مع قدرتي العقلية والنفسية؛ فكنتُ بحاجة للغوص بعالمٍ مريح بدلاً من إشغال دماغي باكتساب عادات، أفكار، قناعات جديدة ومحاولة للتغيير للأفضل. وإن بدا الخيار الأخير مثير للاهتمام إلاَّ أن الداعي للاختيار كان بكفَّة الروايات والكُتب الخفيفة.

مُنحنى ذوقي تدرّج وكثيراً، ليس من ناحية التصنيفات فحسب بل وحتى الكُتب المُنتقاة. فبعدما اعتمدتُ في شراء مجموعتي الأولى من الكتب على مدى انجذابي للغلاف والاسم، إلى ثاني دزينة التي اخترتها بحسب الـ “تريند” إلى ما بعدها من تخبطات بقراءة الآراء عن الكتب.. ووصولي إلى مرحلة زيارة المكتبة من أجل كتاب معين فأخرج بغيره بسبب عنوانٍ جذاب غير الذي أردته، حتى هذه اللحظة التي أختار بها كُتبي بشكل دقيق جداً ولا يَقدر أي كتاب مهما كان عنوانه مميز وغلافه جذاب أن يستفزني لاقتنائه.. إحمم إلا لو كان أفضل من الذي كنت سأقتنيه:)!

بمُحصِّلة الأمر، اكتشفتُ الآن أن المُتحكِّم الأول والأخير بمُعدَّل قرائتي للكُتب هو الوقت وليس لأني مُتكاسلة للقراءة، كما قد وجدتُ حُجة قوية لدحض صوت وسوسة برأسي يُكرر على مسمعي عن كوني لا أحب القراءة.

📖

إلى هنا تنتهي تدوينتي.

ما الذي يُحدد مُعدّل قرائتك للكُتب ويؤثر بشكل مُباشر على حصيلتك السنوية؟ وما هو تصنيفكِ المُفضل للكُتب؟

ماذا تقرأ حالياً؟ 🤔 عن نفسي بدأتُ برواية فردقان، اعتقال الشيخ الرئيس🌿

طبتم بخير ^^

10 رأي حول “لماذا تقِل حصيلتي القرائية للكُتب عاماً بعد عام؟

  1. بينما كنت مسترسلة في قراءتي لرواية” ظل الريح” و اذا ب اشعار من هاتفي عن تدوينة جديدة ❤️ شدني عنوان التدوينة كثيراا لذا تركت ما كنت أفعله و دخلت مباشرة لقراءتها . مبدعة كعادتك عزيزتي ريمة اشتقت لتدويناتك 🤗 .
    بالنسبة لي ايضا الوقت من بين الأسباب الأولى التي تأثر على حصيلتي السنوية من الكتب لكن هناك عدة أسباب أخرى من بينها انني اصاب بفتور اغلب الوقت … و بعض الاحيان استرسل في القراءة بطريقة غريبة 😅 اي استطيع انهاء رواية من 500 صفحة في يوم و نصف 😂
    و احيانا اخرى لا اعرف كيف اقرا ابدأ كتاب ثم أتركه لأتجه الى اخر لكنني بدأت بمعالجة هذا الامر مؤخراً… أسباب كثيرة يعني لكن بدأت احلها واحدا تلو و الآخر .
    لكن اسعد بنصيحة منك لمعالجتها ⁦^⁠_⁠^⁩

    Liked by 1 person

    1. أهلاً فاطمة، من اللطيف رؤية كلماتكِ على تدوينتي هذه، الله يسعدك مثلما أسعدتني 💗

      الفتور مشكلة كبيرة، عانيتُ منها بالعام الماضي وللآن سببه غير معروف ولكن قد يكون لكثرة الضغوطات فما أردت إلزام نفسي بشيء ولو كنت أحبه.

      هممم، أنصحكِ بوضع عدد كتب معين لقرائته بالشهر وقسميه على أسابيعه وحددي كل يوم عدد صفحات معين لقرائتها من الكتاب على أن يكون على قَد مقدرتك وليس بالقليل جداً ولا الكثير المُفرط.. والمهم أن يكون تصنيفاً مُتناسباً مع ذائقتكِ وحالتك النفسية والعقلية.
      القراءة دُفعة واحدة على غير المعتادء قد يُسبب الفتور وانعدام الرغبة بالقراءة، حتى وإن كنت تحبينها.. إنه رد فعل من عقلك مهما حاولتي تفاديه.
      لهذا وكما نقول بليبيا وإيطاليا “سبيتا سبيتا”؛ أي بشويش على نفسك:) لا تأكلي الكُتب ولا تهمليها🤩

      Liked by 1 person

  2. عنوان مثير للاهتمام!

    أمر حاليًا بشىء مشابه، إذ ينخفض معدل قراءتي عامًا بعد عام (غير أنني لم أصل إلى 50 كتابًا سنويًا قط).

    ضيق الوقت هو أحد الأسباب، ولكن حتى لو أمتلكت الآن نفس وقت الفراغ الذي امتلكته في الماضي، لانخفض معدل قراءتي أيضًا.

    الأمر يشبه آداة “القمع” الاسطوانية، إذ نبدأ بالكثير من الكتب ونقرأ كل ما يأتي أمامنا، وبمرور الوقت نكون قد اكتسبنا بعض الخبرة، وعرفنا نوع الكتب النافعة من غير النافعة، فنصبح أكثر انتقائية للكتب، لتصبح المعادلة هي: كتب أقل = استفادة مماثلة (أو أكبر أحيانًا). وقد تكون الاستفادة هي الهدوء والاسترخاء كما في حالة أغلب الروايات.

    هذا غير أن مصادر المعرفة لم تعد تقتصر على الكتب. عن نفسي أصبحت أتجه مؤخرًا إلى الفيديوهات الطويلة (+ساعة ونصف) والدورات التدريبية، والتي في كثير من الأحيان تعادل أو تفوق فائدة بعض الكتب.

    لذا أصبحت أقرأ حسب احتياجي، إذ أنظر إلى ما أحتاجه أولًا ثم أبحث عن المصادر المناسبة (سواء كتب أو دورات أو فيديوهات أو غيرها) واختار الافضل والأنسب لذلك الوقت، وليأتي ما يأتي، المهم تحقيق الهدف.

    بمناسبة تحقيق الهدف، أثار انتباهي ابتعادك التدريجي عن كتب التنمية الذاتية. بصراحة كثرتها يضر بالصحة النفسية، إذ يُشعرك وكأن كل شىء لا يكفي، ويجعلنا نقارن بين الحياة المثالية وحياتنا الواقعية فيزداد الضغط ويقل الرضا (لا تزال إحدى معضلاتي الكبرى هي الموازنة بين الطموح والرضا، وأقصد الشعور بالسلام النفسي الناتج عن الرضا رغم سعينا لهدف ما).

    يبدو أني أطلت كالعادة، لا أريد أن يتجاوز تعليقي عدد كلمات التدوينة : )

    ماذا أقرأ حاليًا؟ أقرأ المقرر الدراسي😂 إذ يتبقى 21 يومًا لانتهاء مسيرتي الدراسية.

    Liked by 1 person

    1. يبدو أني سأُكثر من العناوين الجذَّابة لعلّك تمرُّ عليها وتضع أثرك بها:)

      أتفق وبشدة كبيرة معك.. حرفياً وجدتني أتابع المحتوى المُفيد من الڤيديوهات والدورات وجعلتُ ذائقتي بالكتب مريحة من روايات وكُتب خفيفة.
      وهو أثر بشكل إيجابي علي من الإستفادة التي اكتسبتها وكذلك وجدت طريقة مناسبة للتوازن.

      يكفيني جلد ذات من المقارنة الغبية التي أمارسها على ذاتي -قسراً وليس اختياراً- مع زملاء الدفعة النوابغ وذوي الشخصيات الكاريزمية، كُتب التنمية تزيد الطين قنطار ماء وليس فقط بلة:)

      صدقني مهما أطلت يا مينا سأكون مستمتعة وممتنة بقراءة كلماتك.. علماً بأنك لن تتجاوز عدد كلمات تدوينة التي تفوق الستمائة كلمة🤣

      الحمدلله لوصولك إلى مرحلة عتبة التخرج، لا تنسى كرت الدعوة الذي وعدتني به سابقاً😜

      Liked by 1 person

      1. بالطبع لن أنسى دعوتك😅

        سأرسل لكِ كرت الدعوة مع تذكرة طيران (أو يمكنكِ التسلل عبر الحدود..لا تنسي طاقية الاخفاء😯) مع إقامة كاملة بإحدى الفنادق لمدة ساعتين وخمس دقائق!

        قبل أن تذهبي لمقر الحفلة وتجدينها قد أُلغيت بعد أن أكتشف أن شهادتي مزورة والجامعة غير معترف بها😢

        ومن ثم لا تجدين طريقًا للعودة أمام القاعة لأن الطريق أصبح فارغًا ولا يوجد أي شخص هناك..الليل يخيِّم على المكان..ظلام دامس.

        لتنتظري حتى تمر إحدى السيارات التي لا تعرفين صاحبها وتطلبين منه العودة إلى ليبيا، ولكنه يرفض…وتنتظري حتى الصباح لتجدي نفسك قد استيقظتِ في سلام وأنت في ليبيا، وإنما كان مجرد حلم.

        (كيف تكتب رواية في خمس دقائق😂).

        الحمدلله على سلامتك.

        هل مازلتِ تريدين كرت الدعوة؟

        Liked by 1 person

      2. عارف المشكلة فين؟ 🤌🏾
        أنني تخايلتُ تفاصيل روايتك بالملِّي وتفاعلتُ معها بيني وبين نفسي:)

        الله يسلمك، عموماً كانت رحلة كلها أكشن وحماس🔥

        ولا، لن أتراجع عن حقي؛ أريد كرت حتى وإن كان إلكتروني.👩🏽‍🦯

        Liked by 1 person

  3. أقرا حاليا قيامة الحشاشين
    المتحكم في معدل القراءة،أوقات الفراغ والصفاء الذهني كل ما زاد كل منهما زادت جودة القراءة ومعدلها.
    العام الماضي قراءة 50 كتاب والان لم أتجاوز ال10 بعد ولكن متصالحة جدا مع الامر.
    أحب القراءة في كل نوع وأحرص على التبديل بين القراءات حتي لا أصاب بالرتابة.

    تدوينة رائعة وقريبة للقلب مثل العادة ريمة العزيزة 💜🫂

    Liked by 1 person

    1. قراءة ماتعة، رأيتُ تغريدتكِ وأتمنى قراءة مراجعة للكتاب🫶🏽
      نقلة كبيرة جداً بعدد الكتب.. وفعلاً نقطة صفاء الذهن مُهمة ولها دور كبير بمعدل القراءة.

      أشارككِ بالتنويع في انتقاء الكتب، مهمة جداً في تفادي الملل والتكاسل.

      ممتنة لأبعد حد لكِ ولمروركِ الجميل على تدوينتي… الله يديم وجودك اللطيف💕🫶🏽

      Liked by 1 person

أضف تعليق