كيف أبدأ.. شهر من التوقف عن الكتابة كان كفيلاً بإيقاف امدادات عقلي من الكلمات وكيفية بدء النقاش.
مرحلة الضغط متذبذبة، لم يكن الأمر سهلاً بتاتاً.. إن أخذت، يا عزيزي القارئ، جولة سريعة على تدويناتي الشهرية ستكتشف أمراً مدهشاً، وهو اشتراك كلمة الضغط النفسي بكل هذه التدوينات وبينما أنا أكتب الآن اكتشفتُ -بفضل التأمل- أن حقيقة الحياة ما هي إلا كبسولة ضغط، وتذكرتُ أنها ليست بدار راحة بل دار شقاء وهو أمر مريح بعض الشيء ويزيل عن كاحلي تأنيب الضمير اتجاه نفسي التي كثيراً ما أغدقها بجلد الذات.
بيونيو لم تطرأ تلك التغييرات الكثيرة.. بل رتابة رهيبة!! عموماً وكمعلومة عني أنا فتاة بيتوتية، أووه أجل أجل اكتشفتُ هذا الأمر مؤخراً.. لفترة طويلة اعتقدتُني من مُحبي “الطلعات والمشاوير” ولكن بعد اختياري البقاء بالمنزل بدلاً من الخروج وتغيير الجو، وتفضيلي للاعتكاف على مسلسل أو حلقة بودكاست عن التفسح بالطرق، وأن اتخاذي لكتاب رفيق لي أجمل وأريح من الزيارات ومقابلة الناس.. أكدت لي أنني محبة للبيت.
المهم.. يونيو لم يختلف كثيراً عن مايو، رتابة وضغط الجامعة والبقاء بها من الثامنة صباحاً حتى الرابعة والخامسة مساءً.. الكثير من الجلسات الدراسية القليل من العائلية، دزينة ضحكات مع الأصدقاء وشروحات اليوتيوب الكثيرة!
أغلب وقتي يمضي ما بين تجهيزات الامتحان والجلوس على ريلز الفيسبوك والإنستغرام.. أختي تقنعني أن الريلز جيدة لتغيير النفسية وأنا أخبرها أنها مضيعة للوقت وتشتت الدماغ!! ومع هذا لازلتُ مفتونة بتلك الأجواء المريحة بالتقليب ورؤية الطبيعة والمقاطع المضحكة للترويح عني.
لربما الشيء الذي لا أريد نسيانه هو آخر يوم من كل شيء بسنة ثانية طب.. العد التنازلي قد بدأ🗣️
آخر جلسة تعليمية.
آخر محاضرة.
آخر معمل.
آخر سيمينار
صورة الدفعة.
فالأبدأ بسرد ما فعلته بيونيو بترتيب وتنظيم:)) أتمنى لك قراءة ماتعة ومفيدة ولو بقليل^^
كتب قرأتها📖:-
بفضل الله انتهت السلحفاة ريمة من قراءة رواية فردقان -صوت تصفيق:)👏🏾-.
اسم الرواية:- فردقان “اعتقال الشيخ الرئيس”، لكاتبها د. يوسف زيدان بـ 320 صفحة.
الرواية جميلة، تتحدث عن ابن سينا وحياته وقت وقبل اعتقاله بقلعة فردقان.. السرد جميل واللغة رائعة مع دزينة مصطلحات طبية عربية غريبة، مُلهمة لي لتعلُّم الطب بالفصحى.. تعجبتُ من وقائع حياة ابن سينا وغصتُ مع تفاصيلها إلى درجة عميقة؛ فانتابتني العديد من الشكوك عن مدى مصداقية الرواية فأحياناً أقول في نفسي يا ريمة من أساسيات الرواية أن تكون حماسية ومشوقة ولو بإضافة الأكاذيب والمبالغة بالوصف، ولكن سرعان ما أطمس هذه الأفكار بتذكًُر دقة تشابك التفاصيل وأبحاثي السريعة على عمي غوغل لاكتشاف حقيقة بعض المعلومات لأجدها متطابقة مع مروية د. يوسف زيدان.
لي تحفظات كبيرة بخصوص مغامرات ابن سينا الغرامية.. دزينة خجل من التفاصيل لأجدني أتجاوزها بعدم قرائتها أو بأحيان أخرى أحاول عدم التعمق بالتفكير بها:\
تستحق القراءة ولكن بعد أخذ لمحة جيدة عن حياة ابن سينا من مصدر موثوق أو وثائقي خفيف التحريف (بحكم أن أغلب الوثائقيات كثيرة التحريف للتشويق).
أعطيها 6\10⭐.
بودكاست وسلسلات تثقيفية دينية:-
بعد انتهائي من سلسلة السيرة النبوية لأحمد عامر قررتُ البدء بمتابعة بودكاست وعي لحازم الصديق، أحمد عامر وشريف علي.. تابعت 23 حلقة. مدة الحلقة الواحدة تتراوح ما بين ساعة إلى ساعة ونصف تزيد وتنقص بدقائق.
المواضيع المطروحة حساسة ومهمة جداً، ولعلَّ أكثر ما راق لي هو التسلسل العفوي بالحديث.. حديث صادق ومهم. رابطة بين واقعية أحمد، عفوية وإنسانية حازم مع هدوء ورزانة شريف. أوليس خليط جميل للاستماع له والاستفادة منه!
نويتُ متابعة حلقة لكل يوم ولكن كان لظروف الدراسة وضيق الوقت رأي آخر:(
مسلسلات وأفلام تابعتها📺:-
تابعتُ مسلسل يوم إجازة (One day off) كوري، من 8 حلقات مدة كل منها 20 دقيقة، كل يوم حلقة مختلفة عن موضوع مختلف يمر على بارك ها كيونغ، معلمة أدب كوري بمدرسة ثانوية، شخصية هادئة وصامتة بمعظم الوقت. تهرب من ضغوطات الحياة بتمضية يوم إجازة السبت في الترحال واستطلاع أماكن جديدة وتذوق أكلات لذيذة.
طريقة تعاملها وكلماتها وخليط شخصيتها المُراعية قليلة الذكاء الاجتماعي تبرز جماليات أن يكون المرء عادياً بكل المقاييس.. مجرد إنسان عادي بلا مزية بارزة يُحب التجوال والتأمل بطريقته الخاصة مع عبثيات أفكاره العادية “برضو:)”.
الكثير من المشاهد الطبيعية، صفر مشاهد مُخلة، أصوات مريحة مع القليل من الحوارات.
تقييمي له 6\10 وبكل حُب⭐.
شاهدتُ مسلسل البائع الخارق (The Uncanny Counter) أيضاً كوري، من 16 حلقة ومدة الحلقة ساعة تزيد وتنقص.. دراما، أكشن وخيال. جميل جداً وحماسي، استمتعتُ بمتابعته.. كان رفيقي بأواخر يونيو، يتحدث عن حادثة قتل لأبوين بحادث سير وينجو ابنهما من الموت ليعيش مع جدَّيه.. تتوالى الأعوام ليجد نفسه في لحظة طارد للأرواح الشريرة مع فريق من ثلاثة أشخاص وهو رابعهم (بدلاً من واحد مات).
القصة مُبتكرة بعض الشيء الكثير من دراما مان وبكائه مع دعم عائلته الجديدة -فريقه-.
تقييمي له:- 6\10⭐.
إنجازات العشر ذي الحجة:-
أردتُ كتابة تدوينة خاصة عن هذه الأيام العشر المُباركة، لربما بوقت لاحق، ولأول مرة أقرر استغلال هذه الفترة بالأعمال الصالحة ولو بقليل وهذا ما استطعت فعله بمشيئة الله وأعلم أنه قليل ولكن هذا ما قُدِّر لي مع كثرة المشاغل.
- صمتُ ثلاثة أيام.. سابقاً كنت أصوم يوم عرفة فقط ولكن هذا العام زِدتُ يومين؛ عسى الزيادة بالعام القادم إن أحياني الله.
- حاولتُ المواظبة على صلاة النوافل، ونجحت بمعظم الأيام الحمدلله.
- ختمتُ القرآن قراءةً مرة واحدة.
- لم أستمع للأغاني بتلك الأيام إلا مرة أو اثنتين.
- أكثرتُ من الدعاء وألححتُ به مُستعملة الطريقة الجديدة التي تعلمتُها مؤخراً عن كيفية الدعاء الصحيح. (الحمد والشكر على النعمة، طلب العفو، ثم الدعاء والتضرع بأسماء الله الحسنى وختمها بالابتهال)
عن الكتابة بالمدونة..
بكل مرة أفتح بها هاتفي عازمة على الكتابة ترتعش يدي بالرفض، لا أفكار ولا قدرة لكتابة؛ شيء من قبيل “أنا بحاجة للابتعاد عن الكتابة لفترة” حسناً للأمانة لا يوجد سبب ظاهري وهو أمر واضح وجلي.. ولكن هنالك شيء تغيَّر بداخلي لا أعلم ما هو، لم يبرحني جلد الذات..” لماذا لا تكتبين؟ هنالك الكثير من الأشياء للكتابة عنها فالتكتبي يا ريمة لا تتوقفي أهم شيء هو الإلتزام وعدم التوقف عن القيام بما تحبين!”
بكل بساطة.. واجهتُ الأمر بإغراقي بالدراسة وصرف عقلي عن كل ما يتعلق بالكتابة.
مقالات قرأتها:-
لم أقرأ إلا القليل، ولكن هنالك تدوينتين أثَّرن بي لـ أ. طارق الموصللي
لا أعلم ما المفروض علي لقَوله، فاشلة ببث الدعم النفسي بالكلمات.. ولكني أريد التعبير عن مدى خوفي من تحقق الهواجس التي توسوس بعقلك وأريد أن أؤكد عليك أن تلك الأفكار لن تساعدك بل ستقودك إلى طريق موجع جداً.
أتمنى لك الوقت الطيب دائماً وأبداً.
ختام يونيو♡
مرَّ فجر آخر يوم بيونيو في توديع والداي بأحضان دافئة مع التأكيد عليهم أنهم سيأتون بالأسبوع القادم للمدينة.. وعُدت من إجازة العيد.
أوليست نهاية لطيفة للشهر؟ أنا أراها كذلك🫶🏽.
⭐⭐⭐
أطلت عليكم بكثرة حديثي.. ممتنة لوقتكم بالقراءة.
كُتبت التدوينة على مدار أيام طويلة وكان التأجيل طاغٍ على أفكاري، ممتنة لمَن بعث رسالة صارحني.. أعتذر عن التأخر بالنشر بالرغم من ردي وإخبارك أني سأنشرها “اليوم” ولكن استغرقت ثلاثة أيام لفعلها.
أحببتُ فكرة كتابة تدوينات طويلة ذات تفاصيل وأفكار كثيرة، مع محاولاتي البائسة بجعلها سلسة ومُتسلسلة، ولكني أكتب بعفوية وبما جاء بعقلي؛ لهذا أشك إن وُفِّقت بجعلها smooth:/
أتمنى لكم أياماً لطيفة وطيبة💗