بعثرات عن ريمة

أعقد من أن تُحكى، وأهوَن من أن تُنسج

تمر بي لحظات غريبة، لحظات لا أعلم نوعية المشاعر الصحيحة التي عليّ صبّها حينها، بأوقات كهذه أفكّر بترك كل شيء خلفي والجلوس، فقط الجلوس وعدم بذل الجهد، جهد ماذا لا أعلم.. ولكني بتلك اللحظات بالذات لا أفكّر إلا بالتوقف عن كل شيء ولعلّ أهمه التوقف عن التفكير، وإسكات كل تلك الأصوات الصاخبة برأسي، إنها تُرهقني.

أثرثر كثيراً، يطبع عليّ طابع الحركة والنشاط، بالحقيقة إنني أثرثر لأني أهاب الصمت؛ فبه تستلمني كثرة التفكير وكل تلك الأصوات المُزعجة، إنها تقتلني بكل ليلة قبل النوم، لا أحب الجلوس بمكان واحد بلا فعل شيء، لأنه بحينها تتعاظم بعقلي أفكارٌ مؤلمة وتحليلات مُريعة، لا أقدر على تحمّلها.

فكرة الاختفاء لا تبرُحني، إنها موجودة ولا تختفي، أخطط لفعلها، مراراً وتكراراً، أقدر على فعلها، إنها بسيطة جداً، ولكني جبانة، لا أريد رؤية كل جهدي، الذي لطالما صببتهُ لأكون بمكانة ترتقِي بي، يذهب سُدى.. أن أخسر كل ما سعيتُ للحصول عليه.

أن أكون الإبنة البارة، الشقيقة الطيبة، الصديقة الرائعة، الطالبة المُميزة.. وماذا بعد؟ لا شيء، لقد خسرتُ مني بكل خطوة خطوتها.

الراحة تبعُد عني بمقدار بسيط، إنها قريبة جداً.

حاجز يقبع بقلبي، يؤنب ضميري، ضميري الحي الذي لطالما تمنّيته ميتاً، حاجز يمنعني من الحديث براحتي، يمنعني من رؤية الراحة بالمُحيطين بي، ممتنة لوجوده، إنه يحميني من الكثير، ولكني على الجهة الأخرى محتاجة إلى رفيق يكسر هذا الحاجز، إنه نفس الحاجز الذي يؤرق مضجعي، يمنعني من الارتياح للغير، يُقدّم الحذر عن الراحة، يسبق الخوف الطمأنينة، يعطيني مشاعر سيء تجاه كل شيء، مادي، معنوي، إنسان، حيوان، شعور، حضن، ابتسامة، خطوة، رد، حديث، كلمات، أفكار، قرار.. إنه يمنعني من الشعور.

أتعجّب من قُساة القلب، كيف بقوا هكذا؟ يقولون ما يُريدون، ويبثون سمومهم النفسية على كل مَن لم يرُق لهم، يقولون بأنهم “عفويين وصريحين والذي بقلبهم على لسانهم” مُتناسيين الشعرة الرقيقة التي تفصل الصراحة عن الوقاحة، والتي تفصل العفوية عن قلة الذوق، يقولون ما يقولون كما يُريدون ولا يرون تأثير كلمتهم بقلوب مَن قيلت له، وينسون.. هكذا وبكل بساطة، ويبقى الجريح يتلوى وحيداً مُجبراً على تحمّل ألمه بصمت، هل أستحق هذا؟ هل عليَّ الصمت والتحمُّل؟ لا أريد.

أن تشعر بالظلم، المهانة، الدونية والتقليل من الغير، على الرغم من كل جهدك لتكون أفضل نسخة من نفسك لأجل نفسك، لا أحد يرى جهدك ولا نتاجه، بل يرون أنك شخص لطيف كفاية لنُخرج كل أمراضنا النفسية عليه، لنُقلل منه كما قلّل الآخرون مِنّا، لنقول له ما يقوله الغير عنّا، هذا ما يفعلونه، كلامهم وطريقة تعاملهم ما هي إلا انعكاس عمّا يتعرضون له ولا يقدِرون الدفاع عن أنفسهم.. أنتَ الإسفنجة المناسبة ليُفرّغوا بها مكنوناتهم الحقيرة.

لا للحزن، الطريق مُيسّر هنا، فقط تقدّمي.. الراحة والسعادة، إنها سراب، ولكن لابأس من بعض الوهم لتصبير النفس.

سمعتُ عني ما لم أعلمه عني، فشقيقتي قالت عني “سوسة البيت التي ستُفرق بيننا” وذاك قال عني لأصدقائه “إنها بلا شرف” بعدما رفضته، وأخرى قالت “أنتي مغرورة ومتكبرة” وتلك قالت “ياليتني صديقتك المقربة” وآخر “يقسم بأنني أجمل ما رأت عيناه” وهي سألت “كيف أنتِ هكذا، رائعة ومثالية” ومعلمتي قالت “ياليتك ابنتي” وزميلتي قالت “لستِ بجمال شقيقتكِ” وتطول القائمة.. ولكن هل هذه الجُمل صحيحة؟ إني قد سمعتُ منهم عني ما لم أعرفه وأنا أنا عني أنا لا أعرف.

باتَ الخير الطيب قليل في رحلتي، كلما زِدت بالعمر يوماً ومضيتُ في رحلتي التي شققتها، كلما قلّت المواقف اللطيفة، ونقص عدد الأشخاص الطيبين، مع كل خطوة أخطوها يقابلني المُر الخبيث، ومعاملة مؤلمة من المُقربين، بتُّ أهاب الاستيقاظ بيوم جديد لعلمي أن الدائرة تتكرر وتزداد سوءًا عن البارحة، إنها رحلة صعبة، أحاول ولكن قلبي بات مُثقلاً ولا يريد.

ومع هذا لازلتُ متفائلة، ولا أعلم لمَ؟ أين هو السبب الحقيقي؟ لا سبب مادي، إنه سبب نفسي حتى لا أبغض الحياة فأغيّر مساري الطيب إلى آخر مُريع ذِي نهاية كفيلة بشماتة الكارهين.

أكثر كلمة سمعتها من الجنس الآخر “أنتِ بريئة” سمعتها حتى مللت، سمعتها حتى بغضتها، لا أعلم لمَ يقولونها لي، أين السبب لا أعلم، وأكثر كلمة قيلت لي من المعارف “أنتِ طيبة” ولكني لا أرى الطيبة التي بي، ولعلِّي الآن أرى سبب بُغضي لطريقة تعاملي مع الغير، إنها السبب، إنهم يستغلون ما يرونه بي من خِصال من المُفترض أن تكون ميزات حميدة، ثم إني أفكِّر، لمَ تكون هذه جزاة حسن ظني بهم ومُساعداتي اللامُتناهية لهم، ولمَ أوصلوني إلى كُرهي لهذه الصفتين بي؟ وبكل مرة أقرر التعامل بالطريقة المؤذية الأخرى أعود إلى ذاتي وأقول، تعاملي بأصلكِ يا ريمة، كوني كوالدتكِ شبهاً وفعلاً، لا تنجرفي فتتغيري فتصبحي مسخاً مكروهاً.

لي أحلام كثيرة، أحلام أحلام، من النوعية التي لن تحدث، كالعيش بالغيوم مثلاً، أو ترك كل شيء وتجربة التجرّد، أحلامُ غير واقعية فالواقع لن يحدث ولا يوجد واقع لي لأحلمه، لا لشيء، بل الخطة مرسومة، لم أرسمها أنا، بل آخرون، لن أجادل ولا أريد، فالأشياء التي طالبتُ بها قُوبلت بالرفض وهي توافه فمابالك بمستقبل حياتي، إن العيش بالغيوم أقرب لي من تغيير هذه الخطة، أمر مضحك، هه فالنضحك، ولكن بالحقيقة أنا راضية نوعاً ما؛ فلستُ أرى فائدة من الانتفاض، لن تُجدي نفعاً.

مقدار ما أفضفض به عند الغير يدور بفلك الأمور المادية من مواقف أو غيره من الأشياء التي حدثت وستحدث، لم أحادث أحداً عن خلجات الروح أو مواقفي النفسية، لن يفهمني أحد، إنها أعقد من أن تُحكى، ونسجها أهون من نسيج العنكبوت، إنها مُتشابكة جداً، صعبة وغريبُ استيعابها، لهذا أحب الدردشة بالأمور السطحية والتافهة، إنها أرحم بكثير عندي.

إلى هنا شبعتُ الحديث.. أريد الصمت الآن، لي ثلاث أيام أكتب بهذه التدوينة، لا أعلم إن كانت فضفضة أو خواطر وخلجات نفسٍ تريدُ رؤية نفسها مُتجردة من كل شيء، ولكن لابأس؛ إنني بمساحتي حيث لا ناقد سواي ولله الحمد.

إلى اللقاء.

36 رأي حول “أعقد من أن تُحكى، وأهوَن من أن تُنسج

  1. سلام عليكم
    ليكن دخولي في موضوع تعليقي حادا
    ما أروع مقالاتك، ليس المحتوى فحسب، بل الاستمرار في النشر، هناك الكثير ممن أفضل متابعة تدويناتهم عموما، ولكن، ليس منهم أحد مواظب على النشر مواظبتك، يلاحظ أن لغتي سليمة تماما، ليس هناك خطأ لغوي أو إعرابي، كل ما في الأمر أن هناك تقديما وتأخيرا أحيانا، فلا تظنوا بي الخطأ.
    شكرا لك، ويا حبذا لو استمررت، ثقي بمتابعتي، فإن مدونتك فريدة، محتواها ليس بالمحتوى المنقول أو الجامد، بل هو نتاج رغبة في النفس بمشاركة ما يعتلج فيها، لذا أجد جملك مصبوغة بصبغة حيوية وقادة، لكأنها حوار موجه للقارئ شخصيا، أدري أن حثي على ما أنت عليه بالفعل شيء غير ذي جدوى، أو ليس له معنى، لكن التشجيع واجب، لتدركي أهمية ما تقومين به، شكرا جزيلا، ومعذرة عن هذا الكلام البادي كأزهار اقتطفت من غير مكان واحد، وجمعت بغير تناسق فصارت كاللباس المرتدَى بغير ذوق من لابسها.
    أوف
    حتى اعتذاري نتف مجموعة بغير سياق، وتشبيهات تافهة بغير وفاق بين المشبه والمشبه به.
    حسنا
    ما استمراري إلا إزراء بنفسي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    Liked by 3 people

    1. وعليكم السلام أ. مُنذر..

      يُسعدني مرورك، وكلماتك الداعمة شجّعتني للاستمرار، لربما أنا فعلياً أكتب بحسب “الفضوة” وبأحيان أتأخر، إلا أنني لا أحتمل تكدّس الكلمات بداخلي لهذا دائماً ما أهرع للمدونة لأكتب بها.

      بين الفينة والأخرى يحتاج المُدوِّن إلى تلقِ كلمات داعمة ومُلهمة كخاصتك، حتى وإن كان هذا الكاتب يكتب لنفسه. إنني سعيدة جداً بما قلتَه بحق تدويناتي، هذا يعني لي الكثير، وسأتمنى رؤية أثركَ بالقرب من مدونتي دائماً.

      وقطفك للأزهار وتناسقها مُبهر للغاية، لقد بدَت باقة جميلة للغاية كتشبيهاتكَ المُثيرة للتفكّر والتأمل.

      ممتنة لك.
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

      Liked by 3 people

  2. مرحبًا ريمة ، كيف حالكِ ؟ أتمنى انكِ بخير وعلى خير
    شفا الله قلبك و رزقك الطمأنينة والسكينة .. تعرفين ، حين كنت احاول ان اعافر ذاكرتي لتذكر من اريد ان ادعو لهم في الليالي السابقة كانت الدعوات تأتي تباعًا وتتغير على حسب الشخص ، احدهم ادعو له بالنجاح واحدهم بالشفاء والآخر بالتوفيق والعافية و غيره .. حين دعوتُ لكِ كان اوّل ما نطقت به ” اللهم ارزق ريمة من السكينة والطمأنينة مايقرّ بها قلبها ” وكأن الله يسر هذه الدعوة على لساني، كلّي أمل ان تتحقق 🤍
    تذكرينني بنفسي في فترة ما ، حين تختنق دموعي ولا استطيع البكاء ، الكثير من المشاعر في ذات الوقت يصبغها جفاء وبرود رهيبين ، لم يكن لديّ سبب واضح لهذه الحالة لكنني مثلك كنت اتمنى فقط ان اختفي .. ان ادخل فجوةً ما دون ان يلاحظ احد اختفائي ، ابقى هناك ماشاء لي الله ان ابقى انعم بوحدتي و انام قدر رغبتي و اقوم بلاشيء .. حرفيًا لا شيء ، كان العدم يبدو مريحًا جدًا و مؤنسًا ..
    أفهمك جدًا ، افهم كثيرًا مما كتبتِ ، احيانًا حين كنت “أتقيء” الكلام (كما احب ان اصف هذه الحالة من البوح ) بعد صومٍ طويل عن الشعور والحكي ، كنتُ اشعر داخلي ببعض الازدراء تجاه ماكتبته ، كأنني أبالغ ، اقول في نفسي : تذكرين قبل عدة ايام فقط كنت سعيدة و رائعة ! انتِ لستِ هكذا ياحنين هذه مجرد مبالغة ، لربما هي الهرمونات فقط .. لكنني وبعد نيف من الزمن حين اعود لكتاباتي القديمة كنت دومًا استشعر صدق كلامي حينها ، و اتمنى لو اخذت كلامي بشكل جدي اكثر و قمتُ بتحليل مشاعري اكثر لافهم ان كان هناك مايمكن اصلاحه .. واحيانًا كان مجرد الفضفضة شافٍ لما يعتري صدري من خدوش .. ( لا اقصد انك هكذا اردت فقط ان احكي لك عن بعض افكاري xD)
    شكرًا لهذه التدوينة الجميلة ، جميلةٌ بطريقتها الخاصة ، مثلك تماما 🤍 لقد آنستني كما تفعل تدويناتك دومًا ياريمة
    أراكِ لاحقًا يافتاة ، تصبحين على خير🤍

    Liked by 1 person

    1. يا أهلاً ومرحباً بكِ حنين، أنا بخير كيف حالك أنتِ؟ أرجو أنكِ بخير💓
      من النادر أن يخبرني أحدهم أنه ذكَرني بدعائه، مثل هذه التفاصيل أعتبرها أغلى وأرق وألطف من الهدايا مهما غلا ثمنها.. دعوتكِ أصابت احتياجي فبارك الله فيكِ وكتب الله لكِ نصيباً منها🦋

      القيام باللاشيء، عقل فارغ، اختفاء تام، إنها مُتطلبات ضرورية ومُلحّة بأوقات كثيرة، ولكن من الصعب تحقيقها.. أعتبرها السهل المُمتنع.

      أشاركك نفس الأمر، في نفحات الازدراء الخفيفة التي تأتي بعدما يكتب المرء عن خلجات نفسه، عن مكنونات كدّسها لفترة طويلة، يأتي السؤال بكل دونية:- لمَ كل هذه المُبالغة؟ أنتِ بخير، احذفي هذه التراهات.
      ولكن بواقع الأمر إنه الناقد النفسي لا أكثر، وبواقع الأمر أيضاً يحتاج المرء للحديث وتفريغ ما يعتريه من أحاديث ومشاعر وأن يحترمها، يحترمها بشكل واقعي، وألا يُقلل مِمّا مرَّ به.

      أنا التي عليها شُكركِ، ممتنة لكِ كثيراً جداً🌸
      أرجو لكِ الوقت الطيب دائماً وأبداً، وكل عام وأنتِ بخير.. عيدك مُبارك وأعاده الله عليكِ باليمن والبركات 💗

      Liked by 2 people

  3. صباح الخير ريمة،
    أنا كما تعرفينني .. ناقم على الحياة ومبتئس، وأمرّ بكثيرٍ مما تحدثتِ عنه.
    على العموم، هذه ليست مساحتي لأتحدث فيها. كل ما أردت قوله -وخانني التعبير- أنني قرأت كلماتك، ومنحتكِ “بركتي”
    من حقكِ أن تكوني على ما لا يُرام. وبحسب ما رأيته في حياتي؛ سيتكرر ذلك كثيرًا.
    يمكن للفضفضة أن تُحافظ على توازنك. وانشري كل ما تفكرين به، نحن نهتم حقًا. ستتلقين الدعم الذي تحتاجينه لمواصلة هذه الحياة السيئة. (أو ربما ليست سيئة، بل هي .. ما هي).

    Liked by 1 person

    1. يا صباح النورات ✨
      انتظرتُ إشعار تعليقك على هذه التدوينة مذ أن نشرتها، سعيدة أنك أتيت لتمنحني وتمنح هذه التدوينة “الكئيبة” بركتك..

      ما رأيك بفكرة أخذ هدنة مع هذه الحياة؟ على الأقل لفترة بسيطة ثم نُعاود الاستمرار بهذه الحرب، أراها فكرة جيدة ولكني لا أعرف كيفية تطبيقها.

      أعلم بأنه جوهر التدوين، أؤمن أن لآرائك بُعد نظر واقعي لهذا آخذ بها، سأستمر بالفضفضة كما سأستمر بانتظار بركتك دائماً.
      الحياة سيئة، لأنها دار شقاء لا أكثر، مجرد اختبار وتذكرة نجاة “إن نجحنا” للحياة الآخرة الحقيقية.

      Liked by 1 person

      1. ربما قرأت التدوينة منذ نشرتها (باعتباري مشترك في مدونتك)، غير أنني أجّلت الردّ حتى أُعطيه حقّه. ولا أظنني فعلت! 😓

        على العموم، أخذ هدنة -أو ما يُسمى استراحة المحارب- ضرورة قصوى.. أي أنها ليست خيارًا 😉

        أما كيفية تطبيق ذلك، فتعود إليكِ؛ لا أعلم ظروف حياتك فأقدّم نصيحة “ذهبية”. إنما بالنسبة ليّ، أتعامل مع الحياة بلامبالاة. أُدرك حجمي الحقيقي في هذا العالم، وأن تأخير مهمة عمل، أو النوم لساعة إضافية .. كل ذلك لن يُفسد توازن الأكوان!

        قد يسهل عليّ فعل ذلك باعتباري شخصًا عدميًا. ويختلف الأمر معك لأنكِ شخصية “مثالية” .. لا أعلم!

        Liked by 1 person

      2. لقد أعطيت الردّ حقه ومباركته بذات الوقت، يكفي أنك قرأت التدوينة:)🦋

        استراحة المحارب، أفكّر بها لاحتياجي إليها ولكن الوقت لا يسمح، أجلتها للصيف.. صدقت هي احتياج وليس اختيار.

        الشخصية العدَمية لا تُناسبك بتاتاً، كما أنني أغبط قدرتك على النوم لساعة إضافية، أنتَ بنعمة 😔 أما عني فإني لستُ بشخصية مثالية وإن كنت أنا المثالية فماذا تكون أنت؟ -مجاملة عميقة وحقيقية-

        واسمح لي بإخبارك شيء، لقد قرأت تدوينتك الأخيرة، لن أعلّق عليها وبمحتواها، ولكني سعيدة لاستمرارك ولو من دون نيّة.

        Liked by 1 person

  4. عدت مرة أخرى لقرأتها
    العنوان رسخ في رأسي، الكلمات تهز النفس الغير مفهومة، أعيش كل أو معظم ذلك الآن، من مشاعر غريبة إلى عدم تقدير هذا الشخص إلى كلمات بريئة مملوءة بالسم إلى… وإلى… وإلى… .

    لقد أعتدت الجلوس بمفردي وقيل لي منعزل ومتوحد وكل شيء، أرى أنني في عزلة لا شك، ولكن أيضًا لا أريدها بل أريد مخالطة الناس والتعرف إليهم؛ لأنني لا أريد أن أفكر أكثر، لقد أهلكني التفكير.

    لقد اكتفيت من الدراسة، أرى أن كل الناس لديهخ طرق يسلكونها وسهلة إلا أنا، يعتقدون أنني أدرس براحة وأنا سعيد لدرجة أنهم يعتقدونها مصدر السعادة لي، أكتفيت من أن يفكر الناس أن حياتي كلها دراسة، ولا أدري إن كانت هي كذلك، الكل يتوقع مني أن أنجح بنسبة عالية، أهلي، مدرستي، معلميني، كدت أكتب أصدقائي ولكن إما لا يوجد أو إما يتمنون الشر خلف طيبتهم الزائفة المصلحية، كرهت تكرار كلمة الأوائل على مرة سنوات الدراسة، تمنيت أن كنت ممتاز فقط، كرهت الجلوس للدراسة، أراهم الآن يدرسون ولكن لا طاقة لي أبدًا، مرة أتهرب بقدوم ضيف ومرة بنوم والآن أنا تهرب منها بكتابة هذا.

    كرهت كل شيء، أريد ما يكفيني للعيش للعبادة أو خيار آخر فيه الراحة من الدنيا، أكتفي بكتابة هذا.

    دمت

    Liked by 1 person

    1. قرأت كلماتك منذ بعثتَها، أفكّر بردٍ مُناسب فعجزت؛ فأنا أساساً بمنتصف الوحل، أحاول الخروج وفكفكة كل ما يدور حولي من تعقيدات.

      لن أكتب لك حلولاً، أعلم بأنك قد اكتفيت منها.
      ولكني أنصحك بأمرين، الأول أن تفعل ما تريد بالطريقة التي تُحب بلا ندم مُستقبلي، والثاني أن تكتب وتكتب وتكتب كل ما بجعبتك من “دوشة” ولو استمرّت حالة الكتابة لأيام -كحالتي مثلاً-.

      الله يقويك، قدها بعون الله.

      Liked by 1 person

      1. حالتي تحسنت للأفضل الحمدلله عندما فتحت قناتك مباشرة بعد ما كتبت التعليق، التحدث بالأمس خفف عني قليلًا.

        شكرًا على ردك الجميل، سأحاول الكتابة بإذن الله.

        Liked by 1 person

  5. الشخصية العدَمية لا تُناسبك بتاتاً

    أضحكتني عبارتكِ يا ريمة 😆 ؛ شعرت أننا نتحدث عن “ثوب” لا شخصية!

    إنما، والحق يُقال، أنا أيضًا أجدها لا تُناسبني .. إنما للأسف، لا أجد مناصًا / مخرجًا منها.

    استراحة المحارب، أفكّر بها لاحتياجي إليها ولكن الوقت لا يسمح

    متعاطفٌ معكِ فوق ما تتخيلين 😭. تدفعين ضريبة باهظة لرغبتكِ بأن تكوني طبيبة
    ولا أعلم كيف أواسيكِ أو أخفف عنكِ 🥺

    إن كنت أنا المثالية فماذا تكون أنت؟ -مجاملة عميقة وحقيقية-

    🙈🙈🙈

    Liked by 1 person

    1. أنا كائن يرى كل شيء بهذه الحياة من أحداث هي قرارات، فلن أتوانى عن جعل الشخصية عبارة عن ثوب:)

      التعاطف! اشتقتُ لهذا، عموماً أنا أدفع ضريبة رغبتي بأن أكون أنا وليس لأكون طبيبة🥳 إدعيلي😏.

      يُسعدني هذا والله😆.

      Liked by 1 person

    1. أراك شخصية مُلهمة للغاية، أول ما عرفتك كانت من رقيم (لا أعلم اسمه، المهم ذاك الذي يدفع للكاتبين عندما يصلون لنقاط مُعينة)، عرفتُك من خلال كتاباتك ثم علمتُ بأنك كاتب وفائز بإحدى الجوائز، عندما قرأت منشوراتك هناك كنتُ مشدوهة -ولازلت- من أسلوبك الإبداعي.

      قرأتُ الكثير من إجاباتك على كورا، سُعدتُ عندما رأيتك هناك، ولم يزَل إنبهاري من كتاباتك، أحب سخريتك المنطقية. ثم إن رؤيتك للحياة غريبة وتدعو للتأمل، آه والله.

      تعلّمتُ منك الكثير، وقد تتعجّب، ولكني من 4 أعوام لم أتوقع أنه سيأتي يوم لأرى دعمك لي ولم أتخيّل أنني سأستطيع الحديث معك هكذا الآن. كنتَ ولازلتَ قدوة بالنسبة لي.

      سألتني كيف أراك.. أراك شخصية حالمة للغاية، تُخفي الكثير من سمات السُّخرية الإبداعية وتُظهر القليل منها، مُتأمِّل، ومُتطلِّع والأهم ذكي للغاية.
      حتى أنني عندما علمتُ من كتاباتك عن إصابتك بالإكتئاب، ودراستي بديسمبر لموضوعه، شككتُ بأن سبب إكتئابك هو ذكائك، عندنا في الطب الإكتئاب هو نتيجة لتغييرات بالنواقل العصبية الدماغية و”لخبطة” بتوازن الهرمونات كله من المواد الكيميائية بالجسد.
      وللتوضيح، الذكاء والعبقرية هي نتيجة لزيادة النواقل العصبية وهرمون الدوبامين، وزيادة الدوبامين عن الحد تُسبب مشاكل كبيرة.

      عموماً، أرجو من كل قلبي أن تتعافى روحك، وأن تعود لذاتك السابقة المُتطلعة للحياة.. وأن يأتي يوم لأقرأ كتابك عن كيف حاربتَ لتصل وكيف جاهدتَ نفسك لتستمر.

      أعتقد بأنني إن استمرّيتُ بالكتابة فسيتحوّل التعليق إلى مقالة:)؛ لهذا سأكتفي بهذا القدر🥳🦋

      إعجاب

      1. صدقًا، لم أتوقع تلقي ردّ كهذا! 😇

        وفي سبيل أن تعرفي مقدار تأثيره الإيجابي عليّ، لن أمانع أن يتحول ردّي إلى مقالة (على عكسك😋).

        قبل كل شيء، احتفظت بردّك كلقطة شاشة، ضمن مجلد “دعم نفسي” في حاسوبي، كما سأضمّنه عدد نشرتي البريدية القادم.

        أعدّت قراءته عدة مرات؛ إذ فتح مداركي على نقاط كنت غافلًا عنها. لقد تجاوز ردّك مرحلة التعبير عن رأي ليغدو “نقطة تحوّل في حياتي“. ولست أبالغ.. 😇

        أظنني أخبرتك سابقًا: لفتت كتابتك نظري واستحوذت اهتمامي منذ التدوينة الأولى، وذكّرتني -آنذاك- بعصر التدوين الذهبي [الذي كنت رائده طبعًا 😎].

        لست أحاول ردّ المجاملة بأختها، إنما أحاول الإشارة إلى أنكِ ذات بصمة واضحة في عالم التدوين. أعلم أنكِ ستُنكرين الأمر، وتتهمي كتاباتكِ بـ … لا أعلم! = صفاتٍ ستُغضبني، لأنني أحترم كل حرفٍ تكتبينه 😣

        على العموم، أحترمكِ وأحترم قلمكِ، وكثيرًا ما حسّنت القراءة لكِ مزاجي. 🙏

        أنتِ يا ريمة من المدوِنات القلائل اللواتي أرغب بأن يجمعنا مشروع كتابي ما،؛ سيُحقق مزيج كتاباتنا توازن العالم.
        هل أُبالغ؟ بالطبع لا!

        مما لفّتِ نظري إليه، أنني صاحب حسّ ساخر. ورغم أنني حاربت السرطان بسخريتي تلك، بل وأكسبني البعض ثوب “البطولة” باطلًا بسبب ذلك. لكنني -ببساطة- نسيته.
        نسيت كيف يُقابل المرء صعوبات الحياة بسخرية، فيهزمها .. وقد استعدت ذاكرتي بفضل تعليقك.🥰

        الآن، إن شاهدت تحولًا في “مزاجي الكتابي” على مدار الأيام القادمة، فأعلمي أن الفضل في ذلك يعود إليكِ. اتفقنا؟ 😉

        Liked by 2 people

      2. على الرغم من عدم مُحاولتي لجعلي كلماتي مصدر سعادتك، إلا أنني لم أتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي، أنا سعيدة 🎉

        بالنسبة للمُجلًد، أتمنى أن تُرفق عنواناً للسكرين وتكتب به:- دعم نفسي حقيقي مع صفر مجاملة*🥳

        نقطة تحوّل! هذا مُدهش، هل تخبرني بأن لكلماتي والدواء نفس التأثير؟ إن سعادتي لا توصف والله🦋

        حسناً، فلنكن صريحين، عصر التدوين الذهبي أنتَ رائده، وأنتَ مُشجعي، وما وصلتُ له من تطورات لك يدٌ بها.. لن أحاول نكران بصمتي بعالم التدوين، لا أريد إغضابك:) 😏 سأتقبّل الأمر كحقيقة ثابتة✨

        أما عن المشروع الكتابي، أ. طارق، يشرفني هذا العرض.. سأتمنى هذا ولكن عندما أكون “قدها” وذات خبرة تليق بمشروع يتضمن قامة من قامات التدوين الرقمي، الذي هو أنت. 😔🌸

        هل نسيت حسّك الساخر؟ أعتقد أنه عليك القراءة لنفسك بين الفينة والأخرى! لا أعلم كيف ينسى الإنسان جزءًا رائعاً منه.. أنتَ قوي بحسّك الساخر ونظرتك الثاقبة للحياة💆🏽‍♀️.

        سأخبرك أمراً، بالأيام الماضية لم يكن وضعي الصحي والنفسي بأفضل حال، كان التعب جزءًا مني ولم أشأ الرد عليك إلا وأنا بكامل اتزاني، الآن انا سعيدة للغاية بعد قرائتي الخامسة لمقالتك هذه✨، وأرجو فعلياً رؤية تغير حقيقي ولو بسيط.. أتمنى هذا من كل قلبي🤩

        Liked by 1 person

  6. على الرغم من عدم مُحاولتي لجعلي كلماتي مصدر سعادتك، إلا أنني لم أتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي، أنا سعيدة 🎉

    بذلتِ جهدكِ لتكوني صادقة، وذاك أكثر من كافٍ 😇

    بالنسبة للمُجلًد، أتمنى أن تُرفق عنواناً للسكرين وتكتب به:- دعم نفسي حقيقي مع صفر مجاملة*🥳

    وهو كذلك 🕊

    نقطة تحوّل! هذا مُدهش، هل تخبرني بأن لكلماتي والدواء نفس التأثير؟ إن سعادتي لا توصف والله🦋

    بل فاق تأثير كلماتكِ تأثير الدواء. صدقيني..

    حسناً، فلنكن صريحين، عصر التدوين الذهبي أنتَ رائده، وأنتَ مُشجعي، وما وصلتُ له من تطورات لك يدٌ بها.. لن أحاول نكران بصمتي بعالم التدوين، لا أريد إغضابك:) 😏 سأتقبّل الأمر كحقيقة ثابتة✨

    وأنا سأتقبّل مدحك الراقي هذا 😌

    وحسنًا فعلتِ بعدم نكران بصمتك 😋

    أما عن المشروع الكتابي، أ. طارق، يشرفني هذا العرض.. سأتمنى هذا ولكن عندما أكون “قدها” وذات خبرة تليق بمشروع يتضمن قامة من قامات التدوين الرقمي، الذي هو أنت. 😔🌸

    مممم .. حسنًا ..

    هل نسيت حسّك الساخر؟ أعتقد أنه عليك القراءة لنفسك بين الفينة والأخرى! لا أعلم كيف ينسى الإنسان جزءًا رائعاً منه.. أنتَ قوي بحسّك الساخر ونظرتك الثاقبة للحياة💆🏽‍♀️.

    هذا ما حدث 🙄، ولهذا أخبرتكِ أنني بحاجة لمن يُذكّرني بالأمر بين الفينة والأخرى.

    سأخبرك أمراً، بالأيام الماضية لم يكن وضعي الصحي والنفسي بأفضل حال، كان التعب جزءًا مني ولم أشأ الرد عليك إلا وأنا بكامل اتزاني، الآن انا سعيدة للغاية بعد قرائتي الخامسة لمقالتك هذه✨، وأرجو فعلياً رؤية تغير حقيقي ولو بسيط.. أتمنى هذا من كل قلبي🤩

    ألف لا بأس عليكِ 🌻، وأعلم أنكِ لم تكوني بأفضل حال؛ فلم تأخذي استراحة المحارب بعد.

    أما التغيير، فستلمسينه بنفسك في التدوينة التي نشرتها أمس 💪🏼

    كنت لأُطيل في ردي هذا، غير أنني شعرت بكوني أخذت مساحة أكثر من اللازم 🙈

    Liked by 1 person

    1. سيُسعدني أخذ دور المُذَكِّرِ لك بين الفينة والأخرى:) 🦋

      يبدو أنه من الواضح أنني لم آخذ استراحة محارب، سأعتبرها إشارة لي لفعلها.. أما عن الآن فسأذهب لقراءة تدوينتك🥳🌸

      من المُسعد لي تبادل هذا النوع من النقاشات الرائعة، سأتمنى إعادتها قريباً ودائماً😌🎉

      Liked by 1 person

أضف تعليق